Saturday, March 22, 2008

قطار اللحظات السعيدة




صيف 1997 م

رسالة قديمة الى " أميرة نصر الدين البحرة " زوجتي سابقا , بعد لقاء عابر في قطار الواحدة

الآنسة أميرة

أمس وضعتِ رأسك هناك‏
كدت تنامين من عناء الرحلة
.. ولكن عندما صحوت فجأة‏ على صوت الصرير‏
كمن يستيقظ من كابوس‏
ثم أخذت تبحثين‏ عن حقيبتك
وأزعجك ذلك الرنين الملحّ الذي انبعث من جرس المحطة معلنا الوصول‏
لم يخطر ببالك ان هناك مسافر آخر .. قد غرق في احلام اخرى لا تعرف النوم
منذ اكتحلت عيناه برؤيتك
كان يحلم ببيت صغير ينتظر عودته يوما و في يده اميرة حقيقية مثلك
قد لا تجدين أريكة‏ من الأَبَنوس الفخم‏
تليق بأميرة حقيقية ،‏
وقد لاتكون البوابة مطّعمة بالذهب ،‏
ولن تلقي خدماً‏
يتقنون الانحناءَ وتقبيل الأيدي‏
.. وربما خلت مائدتنا‏
من لحم الطاووس‏
ولم تمتلئ كأسنا‏
إلا ... بماء الورد‏
أو بعض العصائر الرديئة ..‏ ‏
ربما لم يوقظنا في الصباح الباكر‏
صوت البلابل والحساسين ..‏
بل .. مواء قط جائع‏
يرتعد في الزمهرير‏
أو صياح كنّاسي الطرق‏
وهم يتخاصمون على لقية‏
وصوت الفلاحة القادمة‏
من الجهة الشرقية ...‏
كي تبيع حليبها المغشوش
هذا هو بيتنا‏
أيتها القادمة‏
من مواطن الصباح‏
حدوده حقول الفستق الأخضر‏ في الشمال
وبساتين الزيتون‏ المنتشرة كالجهات الأربع‏
ومساكب القمح السمراء المتوهجة‏
بلى
هذا هو بيتك‏
ذاك هو الباب‏
وتلك هي غرفتك المضيئة ..‏
فلتغفي هنا ..‏
فوق صدري ...‏
حتى الصباح
صدقيني انه اكثر دفئاً من تلك الوسائد الرديئة
التي رأيتك و انتِ تنامين عليها
في هذا القطار


بإخلاص

فاضل السلطاني

Saturday, March 15, 2008

الرحيل .. من أجل مها

رسالة الى " مها " صديقتي القديمة و التى انقطعت علاقتي بها منذ زواجي و لمدة سبع سنوات كاملة _
شتاء 2004 م
العزيزة مها
لابد انك سوف تندهشين من رسالتي هذه .. وتسألين عن السر وراءها بعد إنقضاء كل هذه السنوات
اريد ان اقول لكِ فقط أنني لم اكن بمنأى عن الماضي البعيد و انه كان يبرز لذاكرتي في أكثر اللَّحظات صوفية وابتهالاً
أحاول أن أمحوه لكنه يأبى إلا أن يطل من بين صفاء النفس ، وشرودها‏
مثله مثل حجر صوان ، تغطيه الثلوج فيختفي .. وما إن يذوب الثلج حتى يعود
لكني لم استطع السؤال عنك حفاظاً على كرامة زوجتي .. و حتى لا تستبد بها الظنون
سمعت انك تزوجتِ .. ثم عدت لاسمع انكِ انفصلتِ عن زوجك .. ماذا حدث ؟
سأعاود مراسلتك ان لم يكن هناك موانع لذلك
و سانتظر ردك
بإخلاص
فاضل رياض السلطاني
شتاء 2004 م
السيد الفاضل
زمن مضى .. وأنت تمضي بعيداً ، تاركاً المُنى والأحلام .. زمن مضى ، وأنت لا تذكرنا ، ولا تحن إلينا .. رمز للجبروت ، والنكران ، والعنف ، والنسيان.‏
زمن آخر مضى ، وأنت مغطّى بوشاح الألم ، والضباب .. ظهرك لنا .. ووجهك للمجهول والخوف والوحدة .. وأنا هنا أطرز بردة النسيان بخيوط الحب والشوق ، وأنظر إلى الدرب الذي أتوقَّع أنك قد تعود منه إلي .. ولقد نفدت الخيوط ، ولبست الرداء.. وضعف بصري .. ولم تعد إلي.. فغيَّبتُك في أعماقي ، وأوقفت نبضات قلبي.‏
واليوم .. تود أن تعود لي .. متخيلاً أنني بانتظارك ، بيت مهجور يكسوه الغبار، قلب دافئ يغلفه الصقيع.‏
وعدت فعلاً..، فتكلّمت ، واعترفت ، وحننت ، وأحببت.‏
لكن من أنت ..؟.. صدقني إنني نسيتك
مها سليم

Saturday, March 8, 2008

خيط اول .. للقاء الأميرة

صيف 1997 م
مُـرسلاً لزهرة جميلة قابلتها صدفة وانتهى اللقاء .. مع أنها كانت صدفة سريعة لكنها كانت بمثابة رحلة عمر قصيرة , انتابني وقتها شعور جميل وغريب تجاهك ، هل تكون العيون صادقة أحياناً .. ؟
قد لا تصدقين أنني أحببتك وقرأتك وعرفتك منذ اللّقاء الأول والأخير‏
قد أكون مخرفاً ، أو أكون فناناً مثقلاً بالأوهام .. ؟ لا أدري ، لكن هكذا أحسستُ‏
لا شيء يجعلنا عظماء ، إلاّ الألم العظيم .. ولا شيء يجعلنا بشراً ، إلاّ الحب العظيم
..
رسالة قديمة لم اعثر عليها .. لانها ببساطة لا تفارق درج مكتبي منذ عشر سنوات
فاضل السلطاني

Friday, March 7, 2008

كانت يوما .. زوجتي

صفعتها بقسوة بيدي الخشنة .. فاحمرَّ خدّها الرقيق الناعم .. وجرحَ جمالها وكبرياءها
هي تعرف السبب .. ألا وهو شكي بأن الشاب يغازلها .. وهي تعرف أيضاً أنني مريض بالشك وفرط الانفعال
حين هدأتُ , رحتُ أعتذر منها , وأبذل جهداً لأرضيها , لكنها أبت , إلاَّ أن تسترد كرامتها
فانفصلت عني ، وتركتني غارقاً في بحيرة من العذاب ، بل وآثرت أن تغيظَني أكثر , فبعد انقضاء العدة وافقت على الزواج من الشاب الذي كنتُ اشك به , مبرّرة لنفسها أن تبرئَني من الوسواس الخناس، الَّذي يعشش في نفسي‏
إلا أنها، ليلة زفافها ، لم تبك فرحاً أو تأثّراً , بل كانت تبكي لفراقي ، ونظراتها تبحث عن طاقة الزهر التي كانت واثقة
اني سوف أرسلها
فاضل السلطاني